ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الخامسة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 05-رمضان-1443هـ 06-04-2022م
في سياق الحديث عن اليقين بالآخرة، وإيمان المتقين بوعد الله \"سبحانه... Show More >>
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الخامسة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 05-رمضان-1443هـ 06-04-2022م
في سياق الحديث عن اليقين بالآخرة، وإيمان المتقين بوعد الله \"سبحانه وتعالى\" ووعيده، وما لذلك من تأثيرٍ كبيرٍ يساعد على التزام حالة التقوى في أعمال الإنسان وتصرفاته، في انتهائه وانضباطه تجاه حدود الله، وما نهى الله عنه، وفي اهتمامه بالقيام بما أمر الله \"سبحانه وتعالى\" به.
تحدثنا بالأمس عن الموت كبدايةٍ للرجوع إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، ونهايةٍ لهذه الحياة، التي هي الفرصة الوحيدة للإنسان في العمل الصالح، في العمل بما يفوز به، ويؤمِّن به مستقبله الأبدي الدائم، وينجو به من عذاب الله \"سبحانه وتعالى\".
وتحدثنا بالأمس عن اقتراب الساعة، وأننا آخر الأمم، وأنَّ البشرية في هذا الزمن هم في الحقبة التاريخية الأخيرة للوجود البشري، على مقربةٍ من قيام الساعة، إضافةً إلى أنَّ الموت بنفسه يعتبر فاصلاً قصيراً جدًّا، الإنسان يتصور ويتخيل ويتوقع عندما يبعث يوم القيامة أنه لم يمضي خلاله سوى فترة وجيزة، تقديرات البعض- الذين أكثروا- إلى عشرة ليالٍ، وتقديرات البعض بيوم، وتقديرات البعض ببعض يوم، بعشيةٍ أو ضحاها، كأنها فترة وجيزة جدًّا.
والحالة التي يمكن أن تقرِّب للإنسان هذه المسألة، هي حالة النوم نفسها، والله \"سبحانه وتعالى\" قال في القرآن الكريم: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[الزمر: من الآية42]، الإنسان عندما ينام ويستيقظ، يستشعر فترة النوم التي نامها بأنها فترة وجيزة، قصيرة، بسيطة؛ ولذلك يوم القيامة عندما تبعث، الحال بالنسبة لك في مشاعرك في إحساسك، كما لو أنك نمت بالأمس واستيقظت اليوم، يعني: كالحالة التي نعيشها في مسيرة حياتنا عندما ننام ونستيقظ، فنرى أنَّ الفاصل الزمني ليس إلَّا عبارة عن ليلةٍ واحدة، أو ساعاتٍ محدودة... هكذا هي مشاعر الإنسان عندما يبعث يوم القيامة: كأنه عن قريبٍ أتاه الموت ثم استيقظ، والحالة كما في الحديث النبوي عن النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\": ((لتموتنَّ كما تنامون، ولتبعثنَّ كما تستيقظون))، فلذلك المسألة قريبة جدًّا، لا ينظر الإنسان إلى الحديث عن الآخرة وكأنه حديث عن شيءٍ بعيدٍ جدًّا، الإنسان على مقربة كبيرة جدًّا.
والحالة التي هي حالةٌ استثنائيةٌ في مسألة الموت، هي: حالة الشهداء، كما بيَّن الله لنا في القرآن الكريم، وأكَّد لنا ذلك، عندما قال \"جلَّ شأنه\": {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: الآية169]، فحالهم يختلف عن بقية الذين يموتون، هم يحظون بهذا الامتياز الخاص، وهذه الرعاية الخاصة لهم من الله \"سبحانه وتعالى\"، حيث يستضيفهم الله \"سبحانه وتعالى\"، ويمنحهم الحياة في تلك الضيافة، ويبقون في حالة الاستضافة الربَّانية إلى يوم القيامة، في حالة سعادةٍ، ورزقٍ، وحياةٍ حقيقية، وهذا يبين عظمة الشهداء، وعظمة الجهاد في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، والقيمة الكبرى للتضحية في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\".
في مسألة اليوم الآخر، يقول الله \"سبحانه وتعالى\" يخاطبنا جميعاً، وما أهم أن يستذكر الإنسان هذه المسألة: أنه مخاطبٌ، فلا يتصور أنَّ الكلام يعني الآخرين وهو بمعزلٍ عن ذلك، يقول الله \"جلَّ شأنه\": {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[البقرة: الآية281]، اتقوا ذلك اليوم.
كيف نتقي ذلك اليوم؟ كيف نعمل ما يقينا من أهوال ذلك اليوم، مما يترتب على البعث في ذلك اليوم: من الجزاء، من الحساب، من النتائج الرهيبة، مما فيه من الأهوال الرهيبة والعظيمة؟
رسم الله لنا ذلك في القرآن الكريم، ذلك اليوم هو يوم الرجوع إلى الله، الرجوع إلى الله للحساب وللجزاء، والرجوع الذي لا يمكن لأحدٍ- كما قلنا بالأمس- أن يمتنع عنه، الله \"جلَّ شأنه\" في مسألة البعث ويوم القيامة كما قال في القرآن الكريم: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}[يس: الآية53]، سبحان الله المقتدر على كل شيء، العظيم، المهيمن، القاهر، صيحة واحدة فإذا بكل الخلائق منذ آدم \"عليه السلام\" إلى آخر مولودٍ ولد من المجتمع البشري، في صيحةٍ واحدة يمنحهم الله الحياة، يبعثهم من مماتهم، يحشرهم إلى ساحة الحشر، بشكلٍ سريعٍ وهائلٍ جدًّا يفوق كل تصورٍ وكل خيال، من قدرة الله \"سبحانه وتعالى\"، من آيات قدرته، من تجليات قدرته \"سبحانه وتعالى\".
فتأتي عملية البعث على الأرض التي حولها الله \"سبحانه وتعالى\" يوم القيامة إلى ساحةٍ مستوية وصعيدٍ واحد، تتحول لكي تتسع للحساب، تتسع للبشر، للمجتمع البشري في كل أجياله وأممه على مر التاريخ إلى نهاية الوجود البشري، لكي تتسع للجميع يحولها الله، ينسف ما فيها من الجبال، تنتهي ما فيها من المحيطات والبحار، وتتحول إلى ساحةٍ مستوية، كما قال عنها: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}[طه: الآية107]، كما قال: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}[الكهف: الآية8]، ليس فيها أي نبات، ولا أي أشجار، ولا أي غابات، ولا أي جبال، ولا أي أنهار، ولا أي مناطق مرتفعة، ولا أي مناطق منخفضة، ساحة مستوية بدقة، بشكلٍ دقيقٍ جدًّا، {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}...
https://www.almasirah.news/post/210275/
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC Show Less >>
Having difficulty playing this video? Click here and let us know.
ShiaTV does not endorse any User Submission or any opinion, recommendation, or advice expressed therein, and ShiaTV expressly disclaims any and all liability in connection with User Submissions.
Comments
Add Comment